قبل إعلان الوحدة اليمنية في عام 1990م قام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بزيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية وهناك وجد معارضة قوية من الامراء السديرين للاجراءات التي كان قد تم التوقيع عليها بين شطري اليمن وكان من ابرز المعارضين لتلك الاجراءات الامير سلمان الملك الحالي للسعودية وشقيقه الأمير نائف بن عبدالعزيز ولكن علي عبدالله صالح أستطاع وبشق الأنفس وأثناء الاجتماع المغلق مع الملك فهد أن ينتزع منه تصريح مقتضب يؤيد فيه الوحدة اليمنية وغادر الرياض وهو يعتقد أنه قد حقق الهدف من زيارته لكنه بعد ساعة من وصوله صنعاء تفاجأ بخبر هبوط طائرة سعودية في مطار صنعاء تقل الأمير سلمان بن عبدالعزيز وامراء آخرين وطلبوا مقابلة صالح بصورة مستعجلة.
وعند لقائهم به طلبوا منه الأمير سلمان عدم بث تصريح الملك فهد عبر وسائل الإعلام كما طلب منه أن يسلمهم الشريط المسجل عليه التصريح ثم غادروا صنعاء في نفس اللحظة بعد استلامهم شريط التسجيل مباشرة.
هذه واحدة من المواقف الذي يستشهد به الكثير من المتابعين والمحليين على أن علي عبدالله صالح لم يكن على وئام مع الامراء السديرين وخصوصاً الامير سلمان بينما كانت علاقته قوية بالملوك والامراء من غير السديرين وهذا ما يؤكده الموقف الاخير للملك سلمان بن عبدالعزيز حين نقلت له مخابرات الديوان الملكي وديوان ولي العهد أن لديهما أدلة دامغة بأن مسئولين موالين لصالح التقوا في القاهرة مع مقربين من الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومقرن بن عبدالعزيز آل سعود حيث دعى إلى لقاء عاجل مع الأميرين وبحضور أمراء آخرين خاطبهم بغضب شديد قائلاً: ليس لدي مانع بأن تحاوروا نيابة عني وعن المملكة السعودية ولكني ضد الحوار الانفرادي مع عدونا فهذا يضعفنا ويضعف موقف المملكة وما يؤسفني أكثر انكم تعرفون موقفي من علي عبدالله صالح من زمان فرد عليه الأميران بأن ما جرى كان الغرض منه البحث عن مخرج لايقاف الحرب وفق القرار (2216) وفي حال كان تم التوصل الى تفاهمات مقنعة كنا سنبلغك بها حتى يتم التفاوض الرسمي على أساسها.
ووفقاً لمصدر مطلع فإن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ليس متشدداً في تحقيق تسوية سلمية مع الحوثيين بشروط تضمن أمن المملكة ولا تسمح بتواجد أي قوة في اليمن معادية للسعودية وقد برز هذا الموقف جلياً في تصريح وزير خارجية السعودية المقرب من الملك سلمان حين قال الحوثيون جيراننا على عكس تصريحات العسيري مدير مكتب محمد بن سلمان الذي ما زال يهدد بدخول صنعاء بالقوة وهذا التصريح يعكس رأي نجل الملك وولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يرى أن الحوثيين أكثر خطراً على أمن المملكة من علي عبدالله صالح وهو ما أشار إليه في احدى تصريحاته اثناء لقائه بمستشاريه عندما قال لهم أن صالح أنتهى ولا خطر حقيقي يأتي منه على المملكة وادخل نجله أحمد بدلاً عنه في رئاسة المؤتمر أو رئاسة اليمن سيسعى إلى اقامة علاقات طيبة معنا لكن الحوثيين مصيرهم ووجودهم مرتبط بعدائهم للسعودية وخلق القلاقل لها وفق عمل عدائي ايراني يستهدف السعودية ككيان ودولة وهذا الرأي طبعاً يختلف مع وجهة نظر سلمان الأب كما أشرنا سابقاً فالأب يرى أن قلة من الحوثيين لهم ارتباط استراتيجي مع ايران بينما معظم المتخندقين في صنعهم ليس لهم أي علاقة بإيران وقد قالها صراحة لمستشاريه: إذا اقتربنا منهم وحصلوا على الدعم المطلوب فسوف يغيرون موقفهم خصوصاً وان علاقتنا جيدة مع ابائهم واجدادهم الذين ما زال بعضهم يقيمون في أرض المملكة.
وذكرت مصادر مقربة أن الملك هو من أعطى الضوء الأخضر لفتح قنوات حوار مع الحوثيين عندما قال هم أوفياء وليس كصالح الذي دعمته السعودية والكويت ثم انقلب علينا وذهب يتحالف مع صدام.